قصص قصيرة
قصص قصيرة : ايادي الدانياصورات
أركب سيارتي..أغلق نوافذها من لهيب الشمس و من ضجة المركبات من حولي..أتأفف من سلوك اﻵخرين في الشوارع...أنعته
عند كل وقفة على الطريق الزراعي بين القاهرة و اﻹسكندرية تجده..مرة يحاول بيع المناديل و مرة لوف الاستحمام..و مرة يبيع العصير و الماء البارد..و حبات الذرة المقلي...مرة أجده في نفس عمري تقريبا و مرة يكبرني و مرة يصغرني..
يقضي يومه في احتمال ما تأففت منه أنا خلال لحظات قضيتها على الطريق على أمل أن يجمع بعض جنيهات يؤمن له عشاءه..أو يقضين دينا عليه..أو يشتري بهن دواء ﻷحد أحباءه...أو ﻷحد الذين يعولهم...
هو يتحمل لهيب الشمس و ضجيج المركبات و يواجه خطر الحوادث و أنا أضع نظارة تكسر أشعة الشمس الضارة عن عيني و أشغل تكيف السيارة كي يقيني لهيب الشمس و أعلي صوت المسجل باﻷغاني بدلا من ضجيج الطريق و أضع حزام الآمان خشية الحوادث ثم أتأفف من وجودي في وطن كهذا
***************
أنظر أمامي من خلال زجاج سيارتي فإذا ببعض الفتايات يركبن في صندوق سيارة نقل يحرسن فرش صديقة لهن قد أنعم الله عليها بقرب زواجها..تكوي الشمس رؤوسهن تتطاير عوادم السيارات عليهن..و يدافعن الهواء الناتج عن سرعة السيارة دفعا..ثم يبتسمن و تعلوا صفقاتهن و أصوات زغاريدهن تزاحم الضجيج من حولهن فرحا أو إفراحا لصديقتهن...
أيتها الجميلات..أتعير
***************
يا إلهي هؤلاء يفرحون و يبتسمون و أننا أتأفف من أن أعيش في وطن كهذا..أنظر إلى هؤلاء المجتهدون و صديقي بجانبي يتأفف من وقوفهم في منتصف الطريق ﻷنهم يعرقلون سيره..أنظر إليه بشفقة و حسرة لا يفهمها..... أحاول أن أمد يدي ﻷساعدهم فأجد أن يداي أمامهم تصبح تماما كأيادي الدانياصورات الذين لا يستطيعون مدها بعيدا عن أجسادهم..
نعم قد تمتد يداي لطولها الطبيعي و قد يمتد لساني لعشرات اﻷمتار إذا ما قام أحدهم بحركة خاطئة بسيارته أمامي..فننزل نحن الاثنان نتصارع على بعض الصاج امام اعين الذين يحلمون بالعشاء...
***************
ا إلهي أي بشاعة تلك التي وصلنا إليها..نتأفف منهم لمجرد أنهم يبحثون عن قوت يومهم و نسخر من طريقة كلامهم و نشعر أننا مظلومون في أن نعيش بينهم و نحلم بالهجرة إلى أوطان أخرى يعلي فيها اﻹنسان قدر اﻵخر بينما لا نستطيع نحن أن نحترم آدميتهم أو باﻷحرى لا نحترم وضعنا بالنسبة لهم..فأنا أعلم أن هناك بينهم شباب في مثل عمري رصيدهم في الحياة جد و عرق و أنا رصيدي مازال حبرا على ورق فمن الأجدر بالفخر لا أدري
كتبت بواسطة
Kemo Adel
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق