مقالات اجتماعية : طالب

مقالات اجتماعية
مقالات اجتماعية : طالب



مضى من عمري ست سنوات و كان لقبي حينا طالب في المدرسة الإبتدائية...ثم مضى ثلاث آخرون و أنا طالب في المرحلة المتوسطة أو الإعدادية..و من بعدها ثلاثة أخر و أنا طالب في المدرسة الثانوية...ثم انقضى خمس سنوات أخرى و أنا طالب في كلية الهندسة...و لما مرت هذه السنوات فرحت فرحا شديدا لأني لن أعود طالبا بعد اليوم و سأغدوا رجلا يعتمد على ذاته و لكن سرعان ما أصابني خيبة أمل لما تم تجنيدي في كلية الضباط الإحتياط و وجدت لقبي هناك "طالب" فهناك في الكلية العسكرية لا يتم النداء علينا إلا بكلمة طالب على غرار " خد يا طالب ... روح يا طالب ... امنع الكلام يا طالب"و هكذا و لما تأملت الموضوع و جدت أنني

نزلت من بطن أمي "طالبا" رعايتها و حنانها

و لما وقفت على قدمي و تحدثت دون لعثمة في الكلام التحقت بمراحل التعليم المختلفة "طالبا" للدرجة العلمية

و لما فرغت منها ها أنا في الكلية العسكرية"طالب" حتى أحصل على الترقية لأكون ضابط

و لما أفرغ منها سانزل إلى الشارع"طالبا" للوظيفة

و لما أحصل عليها سأعمل بها"طالبا" للمال

و لما أحصل عليه سأذهب لبيت فتاة أقول لوالدها " يا عمي أنا (طالب) القرب منك" لأتزوج

ولما أتزوج سأعيش "طالبا" للأطفال...و هكذا

يقضي الإنسان عمره طالبا لأشياء متتالية لما يحصل واحد يطلب الآخر و لكن أسلافنا الذين اختاروا كلمة طالب كانوا على قدر كبير من الذكاء أو وجهتم الفطرة لاختيار اللفظ الصحيح و ذلك لأنك إذا تأملت الموضوع فستجد أن الإنسان في الأصل منذ يوم ولادته يعيش "طالبا" و لكنه يعيش في طلب الموت فما لحظة الولادة إلا لحظة بداية عد تنازلي لموت إنسان جديد فتأمل أخي

حين ولدت طالبا لحنان امك بكيت كي تحصل عليه

حين التحقت بالتعليم طالبا على درجتك العلمية اجتهدت قدر استطاعتك لتحصل عليها

"في حالتي" حين التحقت العسكرية طالبا الترقية أحاول الالتزام بالقوانين قدر المستطاع كي أحصل عليها

حين تنتنزل إلى الشارع طالبا الوظيفة تحسن مظهرك و تراجع معلوماتك و تثقف نفسك للحصول عليها

حين تعمل طالبا للمال فإنك تبذل جهدك لا تدخر منه شيئا لتحصل عليه

حين تذهب لبيت الفتاة طالبا للزواج تكون قد جهزت له متطلباته مسبقا من مسكن و مهر و أموال و ما إلى ذلك

كل هذا و أنت تعيش في حياتك في الأصل طالبا للموت الذي يختلف عن باقي ما طلبته في حياتك أنه قد يأتيك في أي لحظة
 فماذا أعدت له؟؟؟؟؟؟ 

كتبت بواسطة

Kemo Adel


 هذه واحدة من مجموعة مقالات اجتماعية هادفة اذا اردت المزيد اضغط على مقالات اجتماعية


هل أعجبك الموضوع ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رسائل أحدث رسائل أقدم الصفحة الرئيسية

جميع الحقوق محفوظة لاصحابها كتب pdf ©2014 .